ادعاءات إسرائيل ضد صحفيين فلسطينيين بأنهم إرهابيون هو تهديد لحياتهم

إن الإستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة في محاربة المؤسسات الاعلامية النقدية، والتلميح إلى احتمال تورط صحفيين في غزة بالارهاب هي استراتيجية مدمرة للغاية وتعرض حياتهم للخطر. ويدعو الاتحاد الدولي للصحفيين الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن توجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصحفيين في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، والتوقف عن استخدام الأمن القومي كذريعة لفرض الرقابة على المؤسسات الإعلامية النقدية في إسرائيل. 

وافقت الحكومة الإسرائيلية، في 11 أغسطس،/ آب 2024 ، على مقترح وزير الاتصالات، “شلومو كرعي”، الذي أوصى بتجديد حظر شبكة “الميادين الإعلامية” اللبنانية، ومصادرة المعدّات الخاصة بها، وحجب مواقع الإنترنت التابعة لها، “لأسباب أمنية” مدعيًا على منصة “إكس” أن صحفييها “يمثلون الإرهاب”. 

وكانت قناة الميادين التلفزيونية أول قناة أجنبية يتم حظرها من قبل الحكومة الإسرائيلية في 13 نوفمبر /تشرين الثاني 2023، بناء على  لوائح الطوارئ المعتمدة في 20 أكتوبر/تشرين الأول، والتي تسمح بالحظر المؤقت للمنصات الإعلامية التي يزعم أنها “تضر بالأمن القومي”. 

وفي أعقاب هذه الخطوة، أعرب الاتحاد الدولي للصحفيين عن قلقه الشديد إزاء الحظر المذكور، والذي يفرض الرقابة على المؤسسات الاعلامية النقدية والتي لا تتماشى مع الرواية الرسمية الحكومية. ومع ذلك، فإن حكومة إسرائيل لا تستهدف وسائل الإعلام الناقدة فحسب، بل إنها تشوه سمعة صحفيي غزة أيضًا باتهامات لا أساس لها بأنهم متواطئون في الإرهاب مما يعرض حياتهم للخطر. 

وكتب “أفيخاي درعي”، المتحدث باسم قسم الإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي، في 10 أغسطس/آب، على منصة “إكس” إنه “مقتنع” بأن الصحفي أنس الشريف، مراسل الجزيرة في غزة، يغطي جرائم حماس والجهاد الإسلامي الذين يحتمون داخل المدارس”. وذكر أدرعي أن الشريف “يعرف أسماء عدد كبير من إرهابيي حماس بين القتلى في المدرسة”.

وقصف الجيش الإسرائيلي مدرسة في مدينة غزة كان يتواجد فيها حوالي 6000 نازح فلسطيني ، مما أسفر عن مقتل 80 شخصًا على الأقل في 10 أغسطس/آب. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، كان الهجوم يستهدف المسلحين. 

و أصدرت شبكة الجزيرة بيانًا أدانت فيه تحريض أدرعي ضد مراسلها وطاقمها في غزة، ووصفته بأنه “عمل صارخ من أعمال الترهيب والتحريض”. 

ويعبر الاتحاد الدولي  للصحفيين عن قلقه الشديد على حياة الصحفيين في غزة، بما في ذلك أنس الشريف، في مواجهة ادعاءات غير مثبتة من مسؤولين إسرائيليين تعرض حياة الصحفيين الفلسطينيين للخطر، نظرا للحجم الصحفيين الذين قتلوا في غزة لغاية الان.  ويشير الاتحاد إلى أن الاتهامات الإسرائيلية تنتهك قراري مجلس الأمن الدولي 2222/2015 و1738/2006، اللذين يدينا استهداف الصحفيين والإعلاميين في الحروب والصراعات المسلحة.  وتجدر الإشارة إلى أن الادعاءات التي يوجهها المسؤولين الإسرائيليين ضد الصحفيين في غزة ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من اتجاه يعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في التشكيك أولاً في مصداقية عمل الصحفيين كمقدمة لاستهدافهم. 

حيث قُتل  الجيش الإسرائيلي الصحفي في قناة الجزيرة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي في 31 يوليو/تموز، في غارة جوية  بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين، غرب مدينة غزة، بعد ساعتين من ظهورهما في بث مباشر لقناة الجزيرة. وذكرت اليونسكو أن طائرة إسرائيلية بدون طيار استهدفت السيارة التي استقلها الصحفيين، بينما كان الغول والريفي في مهمة عمل. 

وبعد إدانة واسعة النطاق، اعترف جيش الدفاع الإسرائيلي في 1 أغسطس/آب بقتله الصحفي في قناة الجزيرة الغول، بحجة أن اسم الصحفي يظهر في قائمة  لـ”كبار ضباط حماس” عثر عليها مؤخرا. وهذه الاتهامات نفتها قناة الجزيرة التي عملا لها.  

وقال أنتوني بيلانجي أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: “إن الاتهامات الخطيرة الموجهة إلى الصحفيين في غزة بالتورط في أعمال إرهابية تعرض حياتهم للخطر وتجعلهم أهدافًا للهجمات”. وأضاف: “نحن ندين بشدة التحريض على القتل من قبل المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين ضد الصحفيين الفلسطينيين. يجب على منصات التواصل الاجتماعي العالمية التي تنشر هذه المزاعم ورسائل الكراهية ضدهم أن تتخذ التدابير المناسبة لإزالتها”.

و قال نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين تيم داوسون فيما يتعلق باغتيال الصحفي إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي:إ ذا كانت الأدلة التي يقدمها الجيش الإسرائيلي ضد الصحفيين في غزة واضحة إلى هذا الحد، فلماذا يختارون قتلهم، عندما يكون لديهم خيار محاكمتهم؟ التفسير الوحيد والمعقول لتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف الصحفيين هو أنها محاولة للسيطرة على رواية الحرب، ويظهر كيف أن الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين متى شاء.”

وبحسب احصائيات الاتحاد الدولي للصحفيين، فقد قتل الجيش الإسرائيلي 122 صحفيا وعاملا اعلاميا فلسطينيا على الاقل  منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023. 

المزيد من المقالات

زر الذهاب إلى الأعلى